الجمعة، 25 سبتمبر 2009

إنه الأب الروحى للأدب الشبابى المصرى ...

كان ممكن أكتب عن الدكتور أحمد خالد توفيق باللغة العربية الفصحى ... لكن أنا لو استخدمت العربية الفصحى دلوقتى هتحسوا إن أنا بتفذلك لسبب بسيط : لأن الراجل ده عمره ما كان من النوع إللى بيتفذلك ...!! حتى الفصحى بتاعته بسيطة و مسلية و مليانة تعبيرات مبتكرة و ما تحسش إنك بتقرا كتاب لغة عربية قديم ولا إنك بتقرا شعر للمتنبى ... إنت هتحس إنك بتقرا لواحد فى سنك (( أيا كان سنك )) و بيحصل له نفس الحاجات إللى بتحصل لك كل يوم و بيحس بنفس الإحساس ... ده إنت لو مختلف معاه فى الرأى و قريت رأيه ، هما دقيقتين و هتلاقى نفسك تبنيت قضيته و رأيه بقى هو رأيك و سوف تحطم عنق من يناقشك فى هذا الرأى (( على رأيه )) ...

على قد ما أنا مش عارفة هل أنا فعلا بقيت رفعت إسماعيل أنثوى و مش ناقص غير إنى أطلع علبة السجاير دلوقتى و أدخن مثل المدخنة على قد ما أنا عايزة أعرف الراجل ده جاب الكاريزما الرهيبة دى منين ...!! هو نفسه قال قبل كده إن فى كل زمان و مكان الحكومات تكره من لهم تأثير على الشباب و ترى فيهم خطرا لا بأس به و أكبر دليل على ده سقراط ... و ما أظنش إنه بيرجع من الشغل ليجلس وحيدا فى كهف أو محراب يتلقى الإلهام و يتأمل فى الكون ... من الآخر ده واحد مصرى زيه زى أى مواطن مصرى ... متزوج و عنده أطفال و بيشتغل و بيعمل كل حاجه أى مواطن مصرى من الطبقة الوسطى أو ما أعلاها قليلا بيعملها ... بس تفتكر إنت عندك نفس العقلية ؟؟

السبب بيبقى فى حاجة متوهجة لا ترى ولكن تحس بتبقى موجودة فى عقول إللى زى دول ... و هرجع و أقول لك انزل تحت خالص و اقرا مقال قافلة المثقفين ... نفس الوهج إللى موجود فى عقل بهاء طاهر و إبراهيم عيسى و علاء الأسوانى و صنع الله إبراهيم ... نفس الوهج إللى موجود فى عقل ستيفن كينج و أجاثا كريستى و فيرجيل و دان براون و غيرهم ... هما دول ناس زينا ؟؟ لحاد دلوقتى فى ناس صعب عليها تتخيل إن دول عايشين زينا كده و بياكلوا و بيشربوا و بيقضوا حاجتهم و بيتزوجوا و يتكاثروا ... من الآخر دول مش محاربين نينجا يعنى ...

نرجع لموضوعنا ... إنت محتاج تقرا ... و محتاج بشدة لسلسلة ما وراء الطبيعة ... محتاج تتعلم إزاى تسخر و إمتى تسخر ، و إزاى تكون جد و إمتى تكون جد ... محتاج تعرف إن التاريخ بيعيد نفسه بس الناس ذاكرتها ضعيفة و فاكرة إن إللى بيحصل معاها يوميا دى حاجات براند نيو زى ما بيقولوا و محتاجة تتحكى ... محتاج تعرف إزاى تحتفظ بتراثك و ثقافتك و تحفظك للأفكار البناءة مع رقى و تحضر مش العكس ... محتاج تعرف إزاى تكون فلاح من الشرقية و تدرس الطب فى القاهرة و تبقى أستاذ جامعة و تسافر مؤتمرات علمية فى كل حتة فى الدنيا و تتحدث الإنجليزية مثل أهلها و تحتفظ للحب برؤية راقية سامية بعيدة عن الابتذال بتاع أفلام اليومين دول و ..... (( إووووووعه هو ده ! )) ... محتاج إنك تكون منطق صح تواجه بيه إللى مش عارفه و تعرف إمتى إللى بتواجهه حقيقة و إمتى إللى بتواجهه خيال ... محتاج إنك تكون ... رفعت إسماعيل ...

أو مش لازم يا سيدى ... ممكن تكون مواطن مصرى عادى لا يميزك شيء ، لا ذكاء ولا حظ ولا جمال ولا أى حاجة من نوع خاص ... لكن مع ذلك تكون دودة ... دودة قراية يا أخى ! اقرا كل حاجة تقع تحت إيدك ، و لو كنت محظوظا و عقلك مقلاة من نوع ردئ يلتصق بها كل شيء و امتلكت جهازا يصنع الأحلام فأنت محظوظ ... إنت ممكن على الأقل تكون عبير عبد الرحمن ...

إنت عارف السبب إللى بيخليك تعيش مع شخصياته كأنك جزء من كيانهم مش واحد بيتابعهم من بعيد ؟؟ لأن الدكتور أحمد خالد توفيق عبقرى فى إنه يخليك تعمل كده ... و هقول لك مثال بسيط جدا ... لو قريت ما وراء الطبيعة العدد 65 العلامات الدامية و إللى بعتبره أجمل عدد فى السلسلة بدون منازع و من الأعداد إللى خلتنى أحس برعب حقيقى مش مجرد أثارة و شوق لمعرفة بقية الأحداث ، هتعرف المثال إللى بتكلم عليه ... شخصية بسيطة فى رواية لدكتور أحمد لكن يا أخى الراجل ده مش بيضيع من إيده فرصة واحده لأنه يبهرك ... شخصية البقال العجوز إللى مش هيفرق معاه أى خطر لأن (( لو سرقوه فقد أضاعوا عليه مجهود يومين ... و لو قتلوه لاختصروا عذاب الشيخوخة ... )) شخصية زى دى بتحتمل ثراء غير طبيعى و مؤلف زى نجيب محفوظ ممكن يبنى عليها رواية أخرى تستحق جائزة نوبل ... و مع ذلك برده دكتور أحمد ما سابش الشخصية دى من غير بناء ثرى و حسسك إن الراجل ده هو كل بقال عجوز موجود فى مصر ... هو كل فلاح يسهر فى حقله ليلا مع كوب من الشاى بالنعناع ... هو كل خفير و كل حارس بناية عجوز ... ما فيش شخصية فى روايات الدكتور أحمد خالد توفيق غير ثرية حتى و لو بتلميح بسيط ...

طب ده شخصية واحدة فى عدد واحد وجودها ما استمرش لأكتر من مشهد أو اتنين ... فما بالك ببطل السلسلة ؟؟ فما بالك برجلنا نفسه ... رجل يستخدم تعبيرات مثل (( مصر كالخرتيت )) و (( سعيد كخنزير ببركة من الطين )) أو (( سعادة دودة فى مقبرة جماعية ... ما دمت لا تحب التشبيهات الصادمة !!! )) ؟؟؟ فما بالك بـ ... دكتور أحمد خالد توفيق ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق